الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم ـ حفظه الله ـ صاحب 118 عاما

**admin** 26/12/12, 08:40 am

هو المعمر الشيخ أبو كمال يوسف محمود العمرو العتوم ـ حفظه الله ـ صاحب 118 عاما
في ضحى يوم الأحد الثاني من ذي الحجة لعام تسع وعشرين وأربع مائة وألف للهجرة النبوية الموافق للثلاثين من شهر تشرين ثاني للهام الثامن بعد الألفين زرنا إسحاق بن يحيى مدير الدار الأثرية شيخنا المعمّر أبا كمال يوسف العتوم ـ حفظه الله ـ في بيته في قرية ( سُوْف ) التابعة لمحافظة جرش شمالي الأردن وبيته معروف في بلدته كالنار على علم .
لما دخلنا البيت وجدنا عند الشيخ مجموعة من النساء الزائرات للشيخ فانتظرنا في غرفة أخرى إلى أن خرجت النساء .
فلما دخلنا على غرفته رأينا غرفة صغيرة متواضعة فيها مجلس أرضي وفيها سرير الشيخ ورأينا شيخا كبيرا طاعنا في السن مهيبا يجلس بهيبة على سريره المتواضع غير أن سمعه ضعيف جدا نكلمه بصراخ حتى يسمعنا .
فسلمنا ورد السلام فصافحته وعانقته وقبلت رأسه وكذا فعل أخي ثم جلسنا.
وقبل أن نعرف بأنفسنا بادر الشيخ قائلا ( من أين الإخوة ) فعرفناه بأنفسنا فرحب بنا ثم أراد أن يتكلم فاستأذنته بالتسجيل فأذن.
ثم تكلم بكلمات ـ مدتها تقريبا ست عشرة دقيقة ـ رقق فيها قلوبنا ركز فيه على الطاعة والتقوى وحسن الخلق والاستعداد للموت وذكرنا بالله عز وجل وركز على قيام الليل وحسن الصلاة وغيرها.
ثم سألته عن حياته الشخصية فقال ( اسمي يوسف محمود العمرو العتوم عمري جاوز 110 سنوات أسأل الله حسن الختام ) ثم رجع إلى نصائحه ومما قاله لنا ( أمانة معكم تدعوا لي في ظهر الغيب فأنا مقصر في الطاعة ) .
ثم سألته عن بدايات الطلب فقال ( كنت راعيا للغنم فجاء راع آخر فحفظني شيئا من القرآن ثم ذهبت إلى إمام المسجد فعلمني أحكام التلاوة والتجويد ثم سمعنا أن العلم بالشام فاستأذنت والدي فلم يأذن فهربت في الليل إلى الشام لطلب العلم سيرا على الأقدام وكانت فرنسا تحكم سوريا فحبسوني الفرنسيون في درعا أربعة أيام ثم أفرجوا عني ثم ذهبت إلى دمشق فمكثت اثني عشر عاما بالشام ثم رجعت ، ثم ذهبت إلى مصر ( الأزهر ) ولم أطل المكوث في مصر فرجعت )
ثم تكلم عن مجلس البدر الحسيني وأنه كان يأتيه في البيت وتكلم عن مجلس الدقر وأنه كان يحرك القلوب وكان يجتمع عليه الناس.
ثم سألته الشيخين البدر الحسيني والدقر وأنه أجيز منهما فقال نعم .
ثم طلبناه أن نقرأ أول حديث من صحيح البخاري فقرأه هو علينا.
وبعدها استجزناه فأجاز لنا بكل مروياته مشافهة .
ثم طلبناه أن يكتب لنا الإجازة بيده فكتب بخطه إجازة لنا على نسخة صحيح البخاري الخاصة بأخي .
وثم استأذناه بالذهاب فأذن لنا ثم ذهبنا وتركنا رجلا كبيرا فاضلا مفضالا القلب يرق لما تراه .
وفي خارج البيت سألت بعض المقربين عن تلاميذ الكبار فقال ( كلهم توفوا إلا رجلا واحدا عمره قريبا من 75 عاما ).
وهكذا انتهت الرحلة إلى شيخنا المعمر أبي كمال يوسف العتوم فسح الله في مدته وكانت مدة الزيارة قريبا من الساعة .
أجمل ما رأيناه في الشيخ أمور :
أولها مع كبر سنه إلا أنه بكامل قواه العقلية.
ثانيها يستحضر كثيرا من الأحاديث .
ثالثا يذكر تقسيمات لبعض الأمور ويذكرها فمثلا ذكر أثر ابن مسعود وهو قوله التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل . أخذ يذكرها واحدة واحدة ويشرحها .
ومما رأينا وعجبنا منه أنه شديد التواضع شديد الهضم لنفسه يخاف الله على نفسه .
وأيضا رأينا وصيته معلقة عند رأسه وأخبرنا أنه جهز كفنه وحفر قبره ـ فقال رجل معنا في الغرفة هذا منذ ثلاثين سنة ـ
وغيرها كثير .
ولا أنسى صاحب الفضل ـ بعد الله ـ في هذه الزيارة فضيلة شيخنا د. يحيى الغوثاني ـ حفظه الله ـ فجزاه الله خيرا والدال على الخير كفاعله
نسال الله أن يحفظ علماءنا وأن يطيل في أعمارهم وأن يرحم الميتين منهم وأن يجمعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى .
كتبه أبو الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي

**admin** 26/12/12, 08:49 am

جريدة الدستور - حسني العتوم

http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\Miscellany\2009\09\Miscellany_issue722_day30_id178236.htm#.UNqP1nfQKig
الشيخ يوسف العتوم ، شيخ وعالم جليل حملت بدايات حياته قصصا مناقضة للواقع الذي كان يعيش فيه فمن حياة بدائية كان الجهل هو المسيطر فيها لعدم وجود المدارس الا من بعض المساجد النادرة التي تعلم الاطفال ابجدية الحرف الى حياة مجتمعية كان ابرز عناوينها السلب والتنقل مع الماشية والحل والترحال الى مساكن اقيمت من الخيش او الحياة في الكهوف .

انه الشيخ الجليل يوسف محمود العمرو المنديل العتوم الذي اوشك على الاقتراب من نهاية عقده الثاني عشر وقد تجاوز سن التاسعة عشرة بعد المائة .

اما روايات اهل القرية وابنه كمال فتشير الى انه من مواليد عام 1889 ، في حين يؤكد البعض انه من مواليد عام 1898 وفي كلا الاحتمالين فان عمر الشيخ قد تجاوز المائة وعشرة سنين على الاقل.

بدا شيخنا الجليل حياته برفض العادات الاجتماعية السائدة وكان مع اغنامه التي عمل بالاجرة ليرعاها يتامل الحياة وسنه الصغيرة لم تمكنه بعد من اعلان رفضه لواقعه وكل يوم يزداد هذا الوازع لديه ويقوى .

وكانت هذه الحكاية بداية الاعلان لرفضه للواقع الذي هو فيه ، فقرر ان ينفلت من عقال هذا الواقع لعلمه من احد الرعاة ان هناك تعليما في الشام ، فاطلق العنان لقدميه متجها الى الشام ليحصل على مراده من العلم .

وفي الطريق كما يروي الشيخ انه تعرض للتوقيف من قبل الفرنسيين لمدة اربعة ايام عند منطقة درعا ، وبعد ان حضر المسؤول نظر اليه وافرج عنه لصغر سنه فيما تابع المسير الى الشام ليقضي هناك عشر سنوات في دار المعارف يتلقى خلالها العلوم الشرعية والدينية .

بعدها يعود الى بلدته سوف ليبدا مشواره في تعليم الناس القراءة والكتابة واقامة المساجد والتدريس تارة في المساجد واخرى في المجالس العامة ، مبينا لهم امور دينهم وحثهم على ترك العادات السيئة .

ويمضي في هذا المجال سنوات ثم يتجه الى الجامع الازهر في مصر ليطلب منه العلم ليعود بعدها للتدريس في اول مدرسة اساسية في بلدة سوف معلما للتربية الاسلامية لكن طلبه رفض في بداية الامر لعدم ارفاق شهادة مما دفعه للعودة الى الشام مرة اخرى لياتي بشهادته ليعين على اساسها معلما .

ويمضي الشيخ في اداء واجبه ورسالته التعليمية من محاضرات وحلقات تعليم انى سنحت له الفرصة في ذلك ، وكان لا يفارق المطالعة والى يومه هذا يقسم يومه الى اقسام منها للقراءة على ان لاتقل عن ثماني ساعات في اليوم واصبح بحيويته ونشاطه مرجعية لكثير من العلماء ومن ذلك رسالة الشيخ العالم الجليل نوح سلمان اليه عندما كان سفيرا للاردن في ايران بعث له رسالة تتضمن حلا لمسألة فقهية فرد عليه الشيخ بسبعين صفحة كما روى ذلك ابنه البكر كمال .

ويستمر عالمنا الشيخ الكبير يؤدي رسالته الى الناس على منبر رسول الله وفي الدروس والمجالس التي اتخذها لفترة طويلة من عمرة في مساجد محافظة جرش وغيرها من المحافظات المجاورة .

يطالعك مجلس الشيخ الذي يرتقي فيه على سرير متواضع واثيره البسيط يجلس عليه شيخ طاعن في السن وبيده كتاب يطالعه يراك فيرد التحية باحترام ويطالعك رجل بقامته الطويلة وجبته وبزته التي لا تفارقه طالما بقي في مجلسه لاستقبال المريدين او السائلين عن امور الدين.

وحين تسأله عن مسألة ينهمر عليك بالاحاديث والايات القرانية ويستشهد باراء السلف الصالح من العلماء واهل الصلاح .

ولعل في بدايات حياة الشيخ كما رواها بعض العبر يقول الشيخ عندما وعيت على هذه الدنيا كنت راعيا للغنم وذات يوم جاء راع آخر فحفظني شيئا من القرآن ثم ذهبت إلى إمام المسجد فعلمني أحكام التلاوة والتجويد ثم سمعنا أن العلم بالشام فاستأذنت والدي فلم يأذن لي وامام رغبتي في طلب العلم هربت في الليل إلى الشام لطلب العلم سيرا على الأقدام وكانت فرنسا تحكم سوريا فحبسني الفرنسيون في درعا أربعة أيام ثم أفرجوا عني لصغر سني ثم ذهبت إلى دمشق فمكثت فيها اثني عشر عاما بالشام ثم رجعت ، وذهبت بعدها إلى مصر (الأزهر) ولم أطل المكوث في مصر فرجعت

وقال راجعت دار المعارف كي ادرس العلوم الشرعية فطلبوا مني وثيقة تعليم فقلت لهم انني تعلمت في الشام واسالوني بعلمي فانا لم اذهب لاحضر شهادة انما ذهبت لاتعلم حيث من الله علي بالعلم ، لكن ذلك لم يقدم شيئا ولم يؤخر ، ويقول : اضطررت للعودة الى الشام لاحضار الشهادة وقدمتها الى المسؤولين فعينت معلما للتربية الاسلامية .

وحين يتحدث الشيخ عن اساتذته فانه يتحدث بادب جم وكانهم امامه ، حيث تحدث عن مجلس البدر الحسيني وعن مجلس استاذه العالم الجليل الشيخ الدقر عندما كان معلما في دار المعارف بالشام ، وقال الشيخ بانه اجيز من شيخيه الدقر والحسيني .

ويحمل زائرية أمانةالدعاء بان يدعو له في ظاهر الغيب ويصف نفسه بانه مقصر في الطاعة ووصيته معلقة عند رأسه وأخبرنا أنه جهز كفنه وحفر قبره منذ اكثر من ثلاثين عاما .

وللشيخ العتوم أولاد حاصلون على اعلى الدرجات العلمية والاكاديمية ، وقد اختار أن يعيش في بيت متواضع في قرية بعيدة عن صخب المدينة.

يتحدث الناس عن الشيخ بان احفاده ينوفون على 350 وجلهم موفق في حياته وعلمه وقد تزوج الشيخ من اربع نساء .

الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم ـ حفظه الله ـ صاحب 118 عاما

الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم ـ حفظه الله ـ صاحب 118 عاما

رد: الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم ـ حفظه الله ـ صاحب 118 عاما