عرار .. شاعر الاردن بصمة أردنية عصيّة على النسيان..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عرار .. شاعر الاردن بصمة أردنية عصيّة على النسيان..
admin 12/09/09, 04:32 am
شاعر الأردن مصطفى وهبي التل ( عرار ) (1899-1949)،شخصية وطنية جدلية،
تتعدد الآراء والمواقف والاجتهادات حولها.ولاشك أن صاحب الفكر الإسلامي أو القومي
أو اليساري أو الليبرالي، سيجد في سيرة عرار أو فكره أو نتاجه الشعري والنثري ،
بعض ما ليس بوسعه أن يقبله ،لكن أصحاب هذه التوجهات الفكرية على تعددها
سيجدون الكثير مما يقبلونه في عرار الإنسان والشاعر والسياسي .
أجيالنا الشابة تجهل هذه الشخصية الوطنية،وقد يكون لديها بعض الانطباعات الخاطئة
حولها ولقد آلمني أن أحدهم كان يردد أمام طلبتنا في إحدى الجامعات بأن عرار لم يهتم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بالقضية الفلسطينية!!والمسألة هنا تتعلق بالظلم اللاحق بمجمل تاريخ الأردن
_ السياسي والاجتماعي والثقافي _ وبرموزه ورجالاته،وتتصل بغياب الروح العلمية
في دراسة الشؤون الأردنية.
ونتفق مع د.زياد الزعبي ,في قوله:"كثيرون هم الذين كتبوا عن حياة مصطفى وشعره،
ولكن رغم كثرة ما كتب عنه، فإنه لم يعرف المعرفة الكافية بعد،ولمّا يدرس الدراسة التي ينبغي أن تكون..."
في هذه الوقفة أود تسليط الضوء على صلته بالجرح الفلسطيني، وهي صلة التزام من شاعر الأردن الملتزم بقضايا الأمة والوطن ؛ المدافع بحرارة وجرأة عن وحدة الأمة وحريتها واستقلالها،ولعل قراءة منصفة في الفكر السياسي في الأردن ومواقف الأردنيين من القضايا الوطنية والقومية تؤكد دور عرار الطليعي في التصدي لمؤامرات الاستعمار والصهيونية،وهذا ما يلمسه كل من تتاح له فرصة القراءة المنصفة لسيرة عرار وإنتاجه المنشور .
وإذا كنا نقر بأن الفكر العربي الحديث عجز عن استشعار الخطر الصهيوني إلا متأخراً، وأن العالم العربي لم يشهد بدايات الوعي بالخطر الصهيوني،إلا بعد وقوع النكبة 1948، ينبغي أن نتذكر أن عرار المتوفى عام 1949، تصدى مبكرا على صعيديّ الفكر والممارسة، وفي شعره ونثره، لمؤامرة سايكس –بيكو وتداعياتها، ولوعد بلفور ومخاطره، وللصهيونية ومخططاتها، وللسماسرة والعملاء وألاعيبهم.
وتقدّم مقالات عرار في جريدة "الكرمل " الحيفاوية صورة لدوره التنويري الكفاحي، في نشر الوعي بمخاطر الاستعمار والصهيونية،و تؤكد أن حياته ما كانت إلا سلسلة مواقف وتضحيات دفاعاً عن الاستقلال والعدالة وحقوق الإنسان.
ولما كان الخطر الصهيوني إبان العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات، متخفياً خلف الانتداب البريطاني،ومعتمداً عليه؛ فإن حركة عرار النضالية اتجهت صوب الانتداب،الذي هو أسّ البلاء .علما بأن النضال الفلسطيني في هذه الحقبة كان موجّهاً _ بالدرجة الأولى_ ضد سياسات الانتداب البريطاني الساعية لتهويد فلسطين.
ويقف عرار في أوائل العشرينات مرحّباً بوفد الكشافة ، القادم من طولكرم؛ فيقول: "لا يكرم المرء في داره ...نزلتم أهلاً، ووطئتم سهلاً.. ولأن بلادكم بلادي ووطنكم وطني وداركم داري .. أما أن السياسة أرادت أن تجعل منكم شيئاً غيري ، ومني شيئاً غيركم ،فمشيئة عدا أنها ما أنزل الله بها من سلطان ، فإنها كانت وما تزال ولسوف تظل مما ليس بوسعي أن أقيم له وزناً " ، وخاطبهم شعراً:
فبلادكم بلدي وبعض مصابكم همّي وبعض همومكم الآمي
فداركم داري وبعض تلادكم هو طارفي ومناكم أحلامي
وكما لكم هدف فان لمثله سعيي وغايتي وصبوتي وهيامي
وفي مظاهرة كبرى في عمان في ذكرى وعد بلفور ( 1929) ، يخاطب عرار،الجمهور قائلاً:"... فلقد هتفتم بسقوط وعد بلفور ،فأزد إلى هتافكم هذه المناداة بأعلى صوتي بسقوط الاستعمار والمستعمرين ...إن المحور الذي تدور عليه قضية فلسطين الشقيقة اليوم هو وعد بلفور والإصرار على طلب إلغائه إلى أن تدرك النفوس عسرها أو تبلغ عذرها". وكان عرار يصف وعد بلفور "بالخازوق الإنجليزي". وكان عرار ،يقول:
يا رب إن بلفور أنفذ وعده كم مسلم يبقى وكم نصراني ؟
وكيان مسجد قريتي من ذا الذي يبقي عليه إذا أزيل كيان
وكنيسة العذراء أين مكانها سيكون إن بعث اليهود مكاني؟؟
ويتقدم عرار من المؤتمر الوطني الأردني الثالث (25/5/1930) بورقة ،يطالب فيها بعدم " إغفال أمر فلسطين والاحتجاج على ما هو مشهود من السعي المستمر لوضع فلسطين في ظروف إدارية وسياسية واقتصادية تمهد لإنشاء الوطن القومي وتضرب بحقوق سكانها عرض الحائط".وكان عرار صاحب الصوت الأقوى في التحذير من خطر التمدّد الصهيوني إلى الأردن .
ويحّدثنا "البدوي الملثم " ، حكاية أبي وصفي مع المجاهد الفلسطيني عيد الصانع،عندما كان من عادته اللجوء إلى الشوبك أثناء تعقب الإنجليز ومطاردتهم له في فلسطين، وكان عرار حاكما ًإداريأً للشوبك ،ووصلت الأخبار إلى سلطة الإنتداب في عمان بوجود الصانع في حماية عرار؛ فجاء القائد البريطاني " فردريك بيك" الشوبك ،وقابل عرار وسأله عن الصانع ،فاعترف بوجوده وناداه من مخبأه، وقال للضابط " بيك " : " هذا عيد الصانع ،وهو دخيل على حكومة عربية،على رأسها أمير عربي يجير الدخيل،وعارعليّ أن أسلمك شجاعاً اشتهر بقتل اليهود ".والتفت عرار الى الصانع وقال له : "صبّ القهوة للقائد وتأكد من أنك في حمى أبي وصفي". وهو نفسه الذي يمتنع عن شراء الجديد لأبنائه بمناسبة العيد عام 1936، نظراً لظروف الثورة الفلسطينية ،وتعاطفاً مع أهلها.
ويوم أن قبلت العرب الهدنة مع اليهود في حرب فلسطين1948 ،أنشد عرار:
إنا رزئنا لأن الحظ عاكسنا وحالف القوم من قطاع (هاغانا)
هذي الربوع ليوم الفصل ناظرة فكن لها يا رعاك الله عنوانا
أطلال (يافا) و(حيفا) أمس برقهما قد رف وهناً فأشجانا وأبكانا
وبعد النكبة كتب قصيدة طويلة سلّط فيها الأضواء على مأساة فلسطين وأهلها، يقول فيها :
ومن يأتمن الافرنج ملعون ابن ملعونه
وقد بقرت بطون حوامل في دير يا سينه
وفي حيفا وفي عكا من الغدر أفانينه
فحسبي يا خلاك الذام من لوم تلومينه
تتعدد الآراء والمواقف والاجتهادات حولها.ولاشك أن صاحب الفكر الإسلامي أو القومي
أو اليساري أو الليبرالي، سيجد في سيرة عرار أو فكره أو نتاجه الشعري والنثري ،
بعض ما ليس بوسعه أن يقبله ،لكن أصحاب هذه التوجهات الفكرية على تعددها
سيجدون الكثير مما يقبلونه في عرار الإنسان والشاعر والسياسي .
أجيالنا الشابة تجهل هذه الشخصية الوطنية،وقد يكون لديها بعض الانطباعات الخاطئة
حولها ولقد آلمني أن أحدهم كان يردد أمام طلبتنا في إحدى الجامعات بأن عرار لم يهتم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بالقضية الفلسطينية!!والمسألة هنا تتعلق بالظلم اللاحق بمجمل تاريخ الأردن
_ السياسي والاجتماعي والثقافي _ وبرموزه ورجالاته،وتتصل بغياب الروح العلمية
في دراسة الشؤون الأردنية.
ونتفق مع د.زياد الزعبي ,في قوله:"كثيرون هم الذين كتبوا عن حياة مصطفى وشعره،
ولكن رغم كثرة ما كتب عنه، فإنه لم يعرف المعرفة الكافية بعد،ولمّا يدرس الدراسة التي ينبغي أن تكون..."
في هذه الوقفة أود تسليط الضوء على صلته بالجرح الفلسطيني، وهي صلة التزام من شاعر الأردن الملتزم بقضايا الأمة والوطن ؛ المدافع بحرارة وجرأة عن وحدة الأمة وحريتها واستقلالها،ولعل قراءة منصفة في الفكر السياسي في الأردن ومواقف الأردنيين من القضايا الوطنية والقومية تؤكد دور عرار الطليعي في التصدي لمؤامرات الاستعمار والصهيونية،وهذا ما يلمسه كل من تتاح له فرصة القراءة المنصفة لسيرة عرار وإنتاجه المنشور .
وإذا كنا نقر بأن الفكر العربي الحديث عجز عن استشعار الخطر الصهيوني إلا متأخراً، وأن العالم العربي لم يشهد بدايات الوعي بالخطر الصهيوني،إلا بعد وقوع النكبة 1948، ينبغي أن نتذكر أن عرار المتوفى عام 1949، تصدى مبكرا على صعيديّ الفكر والممارسة، وفي شعره ونثره، لمؤامرة سايكس –بيكو وتداعياتها، ولوعد بلفور ومخاطره، وللصهيونية ومخططاتها، وللسماسرة والعملاء وألاعيبهم.
وتقدّم مقالات عرار في جريدة "الكرمل " الحيفاوية صورة لدوره التنويري الكفاحي، في نشر الوعي بمخاطر الاستعمار والصهيونية،و تؤكد أن حياته ما كانت إلا سلسلة مواقف وتضحيات دفاعاً عن الاستقلال والعدالة وحقوق الإنسان.
ولما كان الخطر الصهيوني إبان العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات، متخفياً خلف الانتداب البريطاني،ومعتمداً عليه؛ فإن حركة عرار النضالية اتجهت صوب الانتداب،الذي هو أسّ البلاء .علما بأن النضال الفلسطيني في هذه الحقبة كان موجّهاً _ بالدرجة الأولى_ ضد سياسات الانتداب البريطاني الساعية لتهويد فلسطين.
ويقف عرار في أوائل العشرينات مرحّباً بوفد الكشافة ، القادم من طولكرم؛ فيقول: "لا يكرم المرء في داره ...نزلتم أهلاً، ووطئتم سهلاً.. ولأن بلادكم بلادي ووطنكم وطني وداركم داري .. أما أن السياسة أرادت أن تجعل منكم شيئاً غيري ، ومني شيئاً غيركم ،فمشيئة عدا أنها ما أنزل الله بها من سلطان ، فإنها كانت وما تزال ولسوف تظل مما ليس بوسعي أن أقيم له وزناً " ، وخاطبهم شعراً:
فبلادكم بلدي وبعض مصابكم همّي وبعض همومكم الآمي
فداركم داري وبعض تلادكم هو طارفي ومناكم أحلامي
وكما لكم هدف فان لمثله سعيي وغايتي وصبوتي وهيامي
وفي مظاهرة كبرى في عمان في ذكرى وعد بلفور ( 1929) ، يخاطب عرار،الجمهور قائلاً:"... فلقد هتفتم بسقوط وعد بلفور ،فأزد إلى هتافكم هذه المناداة بأعلى صوتي بسقوط الاستعمار والمستعمرين ...إن المحور الذي تدور عليه قضية فلسطين الشقيقة اليوم هو وعد بلفور والإصرار على طلب إلغائه إلى أن تدرك النفوس عسرها أو تبلغ عذرها". وكان عرار يصف وعد بلفور "بالخازوق الإنجليزي". وكان عرار ،يقول:
يا رب إن بلفور أنفذ وعده كم مسلم يبقى وكم نصراني ؟
وكيان مسجد قريتي من ذا الذي يبقي عليه إذا أزيل كيان
وكنيسة العذراء أين مكانها سيكون إن بعث اليهود مكاني؟؟
ويتقدم عرار من المؤتمر الوطني الأردني الثالث (25/5/1930) بورقة ،يطالب فيها بعدم " إغفال أمر فلسطين والاحتجاج على ما هو مشهود من السعي المستمر لوضع فلسطين في ظروف إدارية وسياسية واقتصادية تمهد لإنشاء الوطن القومي وتضرب بحقوق سكانها عرض الحائط".وكان عرار صاحب الصوت الأقوى في التحذير من خطر التمدّد الصهيوني إلى الأردن .
ويحّدثنا "البدوي الملثم " ، حكاية أبي وصفي مع المجاهد الفلسطيني عيد الصانع،عندما كان من عادته اللجوء إلى الشوبك أثناء تعقب الإنجليز ومطاردتهم له في فلسطين، وكان عرار حاكما ًإداريأً للشوبك ،ووصلت الأخبار إلى سلطة الإنتداب في عمان بوجود الصانع في حماية عرار؛ فجاء القائد البريطاني " فردريك بيك" الشوبك ،وقابل عرار وسأله عن الصانع ،فاعترف بوجوده وناداه من مخبأه، وقال للضابط " بيك " : " هذا عيد الصانع ،وهو دخيل على حكومة عربية،على رأسها أمير عربي يجير الدخيل،وعارعليّ أن أسلمك شجاعاً اشتهر بقتل اليهود ".والتفت عرار الى الصانع وقال له : "صبّ القهوة للقائد وتأكد من أنك في حمى أبي وصفي". وهو نفسه الذي يمتنع عن شراء الجديد لأبنائه بمناسبة العيد عام 1936، نظراً لظروف الثورة الفلسطينية ،وتعاطفاً مع أهلها.
ويوم أن قبلت العرب الهدنة مع اليهود في حرب فلسطين1948 ،أنشد عرار:
إنا رزئنا لأن الحظ عاكسنا وحالف القوم من قطاع (هاغانا)
هذي الربوع ليوم الفصل ناظرة فكن لها يا رعاك الله عنوانا
أطلال (يافا) و(حيفا) أمس برقهما قد رف وهناً فأشجانا وأبكانا
وبعد النكبة كتب قصيدة طويلة سلّط فيها الأضواء على مأساة فلسطين وأهلها، يقول فيها :
ومن يأتمن الافرنج ملعون ابن ملعونه
وقد بقرت بطون حوامل في دير يا سينه
وفي حيفا وفي عكا من الغدر أفانينه
فحسبي يا خلاك الذام من لوم تلومينه
عدل سابقا من قبل Admin في 10/10/09, 04:00 pm عدل 1 مرات
admin- Admin
- عدد المساهمات : 1123
نقاط : 28135
تقييم الأعضاء للمشاركات : 171
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 36
الموقع : https://swslink.yoo7.com -
رد: عرار .. شاعر الاردن بصمة أردنية عصيّة على النسيان..
محمود المومني 10/10/09, 03:54 pm
يسلمو ادمن عن المعلومااااااااااااااااااااااات .................. مشكور والله
محمود المومني- درجة ثالثة
- عدد المساهمات : 33
نقاط : 16091
تقييم الأعضاء للمشاركات : 13
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
العمر : 29
الموقع : whitlion2009@hotmail.com
admin- Admin
- عدد المساهمات : 1123
نقاط : 28135
تقييم الأعضاء للمشاركات : 171
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 36
الموقع : https://swslink.yoo7.com -
مواضيع مماثلةصفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى